ثقافة وفن

قراءة نقدية في جمعية أدباء الأحساء حول روايتي “أوراق هجر” و”دمعة غرناطة” للروائي أحمد السبيت

الاحساء / زهير بن جمعه الغزال

شهد مسرح جمعية أدباء الأحساء أمسية أدبية مميزة، خُصِّصت لقراءة نقدية في روايتي : ( أوراق هجر ، ودمعة غرناطة ) للروائي أحمد السبيت، أدارها وحاوره الأستاذ سامي الجاسم بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين وجمهور من محبي السرد والرواية.

افتتح الجاسم الندوة مرحبًا بالحضور، ثم وجّه أسئلته للضيف عبر محاور متشعبة تناولت تجربته الروائية وأبعادها الفكرية والإبداعية.
تحدث السبيت عن علاقته بالرواية وما تمثله له على الصعيد الشخصي، معتبرًا الكتابة مقاومة للنسيان وسعيًا لتجميل الذاكرة في آنٍ معًا، مشيرًا إلى أن الروائي الحقيقي هو من يستطيع ملامسة الوجدان وبناء عالم سردي يترك أثره في القارئ.

وتوقف السبيت عند أبرز التحديات التي تواجه الروائي في أثناء التكوين، معتبرًا أن أصعب المراحل هي اللحظة التي تتشكل فيها الفكرة لتتحول إلى بناء متكامل. كما استعرض مقومات نجاح الرواية، وفي مقدمتها الصدق الفني والقدرة على خلق شخصيات حية تُقنع القارئ وتستدعي تفاعله.

وفي محور الرواية التاريخية، أوضح السبيت أنها ليست مجرد استعادة للأحداث، بل هي إعادة إحياء للحظات إنسانية نابضة بالحياة، مؤكدًا أن للروائي الحق في إعادة صياغة بعض المسارات التاريخية إذا كان ذلك يخدم تطور العمل ويُبقيه في دائرة الجاذبية الأدبية دون المساس بروحه.

وتخلل الحوار قراءات قصيرة من الروايتين، جسّد فيها السبيت حوارًا متخيلاً بين شخصية هجر في “أوراق هجر” ولسان الدين بن الخطيب في “دمعة غرناطة”، كاشفًا عن حضور رابط الحب الإنساني العابر للأزمنة. كما شارك مقاطع مؤثرة تُجسد لحظات الوجع في حياة شخصياته، الأمر الذي أثار تفاعلاً من الجمهور.

وتحدث السبيت عن تجربته في المزج بين التاريخ والخيال السردي، وعن نهاية أوراق هجر التي وصفت بغير المتوقعة، معتبرًا أن المفاجأة ليست غاية بحد ذاتها، وإنما إحدى أدوات شد القارئ.
كما تناول مستقبل الرواية التاريخية في المملكة في ظل الحراك الثقافي الراهن، مؤكدًا أن المشهد الأدبي اليوم أكثر انفتاحًا وخصوبة لإنتاج أعمال سردية متنوعة.

وفي ختام الأمسية، عبّر الحضور عن تقديرهم للتجربة الروائية المميزة التي قدمها السبيت، واختُتمت الفعالية بتكريم من رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمود بن سعود آل ابن زيد للضيف والمحاور ، والتُقطت الصور التذكارية توثيقًا لهذه الأمسية التي جمعت بين النقد والإبداع والتفاعل الثقافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى