نبض الصحافة

سمير السعد
في فضاءٍ يزدحم بالأصوات المتنافرة، تبرز أصواتٌ نقيّة تصوغ الحكاية بصدقٍ وشغف. هناك من لا يكتفي بأن يكون شاهداً على زمنه، بل يتحوّل إلى نبضه الحيّ، يكتب سطور الوطن بحبر العزيمة والوفاء. إنّه الحلم العراقي حين يتجسّد في هيئة قلم، يرفض الانكسار، ويصرّ على أن تظل الكلمة رايةً للحق والعدل.
مؤيّد اللامي صفحة مضيئة في سفر الصحافة، وملحمة مهنية تتجاوز حدود الاسم لتغدو رمزاً لوطنٍ يكتب تاريخه بالحبر والضمير. إنه قائد آمن بأن الصحافة رسالة حياة، وأن الوطن هو البوصلة التي تهدي القلم في كل حين.
تحت قيادته، تحوّلت نقابة الصحفيين العراقيين إلى خيمةٍ رحبة تحتضن الجميع، من الشمال إلى الجنوب، بلا تمييز أو انحياز، رافضةً أي خطاب طائفي أو تطرف فكري. مواقفه الوطنية شاهدة على إيمانه العميق بوحدة العراق وسمو رسالته. لم تكن النقابة في عهده مجرد مؤسسة مهنية ، بل صارت منبراً للوطنية والفكر الحر، وجسراً للتواصل مع المحافل العربية والدولية، حتى أصبحت مثالاً للّحمة العراقية وبيتاً آمناً للصحفيين، يجمعهم حب العراق قبل أي انتماء.
لقد رسّخ اللامي حضور النقابة في المؤتمرات والاتحادات الإقليمية والدولية، وأسهم في صيانة حقوق الصحفيين، وتوفير بيئة مهنية تحمي حرية التعبير وتدافع عن الحقيقة. كما عزز مكانة الصحفي العراقي على خارطة الإعلام العالمي، وفتح الأبواب أمام تعاون مثمر مع كبريات المؤسسات الصحفية العربية والدولية، لتغدو النقابة مرجعاً مهنياً يُحتذى به.
هكذا تمضي نقابة الصحفيين العراقيين، بقيادة الزميل اللامي، من إنجاز إلى آخر، مؤكِّدة مكانتها كصرحٍ وطني وعربي ودولي. تحت قيادته، تحوّلت إلى بيتٍ جامع لكل الأقلام الحرة ومركز إشعاع إعلامي يقدّره الأشقاء العرب ويحترمه العالم. إنه قائد يكتب بمنجزاته فصلاً جديداً من فصول العطاء، مثبتاً أن الصحافة العراقية، بفضل حكمته ورؤيته، قادرة على أن تبقى منبراً للحرية، وعنواناً للوطنية، وجسراً يصل الماضي العريق بمستقبل يليق بالعراق ومكانته بين الأمم.
ومن هنا تبقى النقابة شاهدة على أن الكلمة الصادقة تصنع الأوطان وتحصّن وحدتها، وصورة مشرقة لأصالة العراق، ومرآة حقيقية لوطنية قائدٍ آمن بأن القلم أمانة والوطن عهدٌ لا يُساوَم عليه..