سباق المسافات الطويلة نحو البرلمان

هادي جلو مرعي
بدأت بالفعل الحملة الإنتخابية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات إعتبارا من الثالث من أكتوبر وفقا لتعليمات وتدابير قانونية وتقنية، وتحذير من ممارسة أي سلوك دعائي مخالف للقانون قد يعرض المرشح لخسارة حظوظه، وإستبعاده من السباق حتى بعد يوم التصويت، وهو أمر يجب أن يتنبه له المرشحون. فالمخالفات قد تؤدي الى الإستبعاد حتى مع إنتهاء عملية التصويت. هناك مئات من المرشحين تختلف حظوظهم وتتباين، ولكنهم جميعا ملزمون بإحترام لائحة التعليمات والمحرمات في الدعاية الإنتخابية التي يجب أن تمارس وفقا لضوابط معينة لايسمح بالخروج عنها، أو الإحتيال عليها وإلا فسيكون الثمن باهظا حتى مع جهل البعض بمخالفات معينة، فالقانون لايتساهل مع تلك المخالفات، ولايوجد مايسمى حسن النية في الخطأ الذي يرتكبه المرشح. الوعي في التعريف اللغوي والفلسفي هو إدراك الذات والخارج، ومعرفة مايحيط بالإنسان من تحديات، ومايريد لنفسه، ومايريده من غيره، وهو وعي بالذات والحياة والناس والضرورات، وهنا تكمن حكمة المشاركة في أي ممارسة جمعية تتعلق بإدارة الدولة، وتشكيل المؤسسات، وإختيار الممثلين الملائمين للشعب ليكونوا في البرلمان، وتقع عليهم مسؤوليات مهنية ووظيفية وأخلاقية يجب أن يقوموا بها خير قيام، ويقع أيضا على المواطن مسؤولية مضاعفة لإختيار من يمثله، ويدافع عن حقوقه، ويشرع له القوانين، ويراقب الأداء التنفيذي، ويحاسب المقصرين، ويصوب مسار الدولة، ويحدد واجبات السلطة التشريعية تجاه الشعب، فالصوت الذي يبني إذا أحسن صاحبه الإختيار قد يهدم إذا أساء الإختيار. ولابد أن نرسخ في عقل الناخب ووجدانه فكرة أن صوتك يبني ويجب أن يكون كذلك على الدوام. هذا السباق الطويل ليس في مدته الزمنية، ولكن في قيمته ونتائجه وإنعكاساته التي قد تكون جزءا مهما من عملية التغيير، وصناعة المستقبل الأفضل، فالإصلاح يأتي من خلال الحفاظ على المؤسسات، وترسيخ مفهوم المشاركة الشعبية، وحماية الديمقراطية، وإستبعاد من لايصلح، وإختيار الأفضل والأجدر بالتمثيل. فالمدة القانونية ملائمة لتحقيق تصورات وبرامج المرشح التي تتصل بحاجات وأحلام الناس الذين يأملون على الدوام أن تتحقق لهم تلك الأحلام شرط أن يكون الإختيار سليما، وأن يعمل الفائز على تلبية مطالب وٱمال الجمهور وعدم التقصير في ذلك ويقدر الثقة التي منحت له..