حين يكون اليسار في خدمة الاخوان

كتبت د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم والعلوم بجامعة لندن
الافعى تطل براسها مرةً أخرى… ومتى عادت عُدنا لها بالنعال!!!
الإخوان، في عديد المناطق من العالم العربي، يطلّون برؤوسهم مرة أخرى، مُمَنِّـين أنفسهم بالعودة إلى الحكم.
جرّبناهم، وكانت النتيجة كارثية. جربناهم ورأينا كيف أن الجماعة أولى وأعلى من الوطن والدولة… جربناهم ورأينا حمامات الدّم في الاغتيالات والتصفيات.
جربناهم ورأينا اقتحام الحصن الحصين للدولة في تفكيك مؤسساتها وضرب جهازها البيروقراطي، والعبث بمستقبل أطفالها ومستقبل شبابها … ختان البنات وبول البعير وفتاوى مخزية.
الإخوان، يحاولون اليوم، أن يطلوا برؤوسهم مرة أخرى، متناسين أنهم شكلوا الحكم بعد، في تونس طيلة 10 سنوات، في مصر سنتين، وكانوا عنصرا مؤثرا في بقاع أخرى، وكانوا عنصر خراب، معاول خراب وعدم استقرار.
يعودون اليوم لِتلقينِنا درسا عن الايكولوجيا، ودرسا عن الاقتصاد، ودرسا عن الحوكمة الرشيدة، ودرسا عن التنوير… يعتقدون اننا سنحتفل بتدوير النفايات، يعتقدون أننا فقدنا الذاكرة، يعتقدون اننا امنا بأن قطر نظام ثوري، وأن الجزيرة ما يعادل صحيفة “الشراة” لثورة اكتوبر في موسكو…
لم نفقد الذاكرة… بل نحن في حالة استنفار فكري وذهني وسياسي، من أجل ان لا تعود الرجعية، من اجل ان لا تعود تلك التيارات العميلة المشتغلة لحساب أنظمة ذات وكالة امريكية.
نحن لن نسمح للاستعمار الجديد بان ينتصب مرة اخرى بدعوى الازمة، مهما كانت الازمات ومهما كانت التضحيات!!!
نريد أن نتقدم..، نريد أن نتقدم في اتجاه ديمقراطي وفي اتجاه وطني. نريد أن نتقدم في اتجاه تحرري، نريد ان نتقدم في اتجاه الحرية والديمقراطية الحقيقية، نريد أن يكون العقل حرا والنقد حرا والكلمة حرة. نريد أن تكون المسألة الوطنية قاعدة ومنطلقا لكل قول، لكل تحرك، لكل تحالف، ولكل اتفاقية.
لا تعنينا مناصب الحكم، إن كانت ملوثة بتحالفات مشبوهة وسرية مع هذه التيارات التي أتت بها الادارة الامريكية لقطع الطريق خلال الحرب الباردة على اليسار.
ولا تعنينا ايضا مجاملات قطاع من اليسار الفاشل المشبوه، الذي وضع نفسه في خدمة الرجعية وفي خدمة الاستعمار… إن كان هذا ثمن العبور الى مواقع المسؤولية والسلطة، فنحن نرفض السلطة ونرفض المسؤولية، اذا كانت بهذا الثمن!!!
د. ليلى الهمامي.



