د ليلي الهمامي تكتب : جودة الحياة

من أهم الأهداف التي يتعلق بها تسيير الشأن العام، جودة الحياة. وعندما أتحدث عن جودة الحياة أتحدث أيضا عن جودة العمل… من الملاحظات التي يمكن القول بأنها حالة مشتركة بين مختلف البلدان العربية، مسألة الاكتظاظ في المدن ومسالة الزمن الضائع، او الزمن الهامشي الذي يمثل نزيفا في علاقة بالانتاجية.
خلال أزمة الكوفيد، مارست الانسانية في عديد القطاعات، نظام العمل عن بعد. نظام في تقديري جيّد ومربح؛ مربح ويتناسب على الأقل مع وضعنا كعالم عربي، من حيث أنه يختزل الزمن الضائع والهامشي، ويقلّص من الاكتظاظ المروري، ويمكّن أيضا من حالة من الراحة النفسية والذهنية بالنسبة للمشتغلين.
سؤال بسيط جدا: لماذا لا نطبق هذا النظام في عديد الخطط، وفي عديد المهام، وفي عديد الوظائف… لعلنا ننجح ونفلح في تقليص ذلك الاكتظاظ، غير المعقول، خاصة في العواصم والمدن الكبرى وايضا أن نتاقلم مع الظرفيات الخاصة التي يمكن ان تطرأ،،، ظرفيات طبيعية ومناخية …التي يمكنها ان تعطل السير العادي للعمل، وما يمثل بالطبع هذا الاسلوب، وما يمثل هذا النظام من ربح في مستوى الطاقة، وربح في مستوى المحيط، الحفاظ على المحيط من التلوث، كل ذلك امتيازات في تقديري.
بالطبع في هذا النظام يمكن طرح امكانية ان بداية الاسبوع اجتماع في الجامعات، او اجتماع في مراكز البحث، او بالنس للادارات، او بالنسبة للمناشط التي تحتمل هذا النظام. ثم نمر بالطبع الى تطبيق هذا النظام بداية من اليوم الثاني من الاسبوع… العمل عن بعد مع تسجيل الحضور بالطبع، والاستمرار في انجاز المهام، وانجاز الملفات وانجاز وتحقيق الوظائف المنوطة بالعهدة.
أعتقد انه علينا ان نفكر في الأشكال التي من شأنها ان تمكننا من حسن ادارة الشأن العام. أن يمكننا ايضا من تجويد شروط الوجود والحياة في مدننا وفي أريافنا. هذه أمور بسيطة، أشياء في تقديري بعيدة عن الشعاراتيه، بعيدة عن الايديولوجيا الحالمة، فلنطبقها!!!
د. ليلى الهمامي.



