مقالات

العرب بين الوحدة والتقسيم

كتبت د ليلي الهمامي

أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن

مرة أخرى يضعنا الواقع أمام مسألة الوحدة والتقسيم. البارحة مجلس الأمن اتخذ قرارا من أجل أن تكون الصحراء مغربية. قرار في الواقع يتنزّل ضمن إعادة الإعتبار لسيادة المغرب على رقعة ترابية، تاريخيا كانت تابعة لها.

إشكال الوحدة وإشكال التجزئة والتقسيم، إشكال معقد، لن يحل الا بالوحدة.

الجزائر، في طموحها للتمدد نحو الاطلنطي، ساندت البوليساريو. الجزائر التي كان لها ولا يزال طموح قيادي في المنطقة، -لكي لا نقول طموح هيمنة-، لم تتوانى عن ضم مساحات من الارض التونسية لترابها.

نفس الإشكال تواجهه الجزائر في علاقة بشعار ترفعه في دعمها للبوليساريو: شعار حق الشعوب في تقرير مصيرها… نفس هذا الشعار تواجهه وتتنكر له وتدير ظهرها له الجزائر، عندما يتعلق الأمر بالأمازيغ عندما يتعلق الأمر بتيزي وزو عاصمة القبايل… عندها تُنكر الجزائر حق الشعوب في تقرير مصيرها. وعندها تتنكر الجزائر للخصوصية الثقافية وللاختلاف الاثني.

إشكالات بالجملة في عالم عربي يعيش أسوء ايامه: رأينا السودان يفتكّ منه الجنوب، في إطار التقسيم ثم يجزا ويقسم، يمينا ويسارا غربا وشرقا، تماما كليبيا.

أمامنا الواقع السوري المتفجر بين تيارات إرهابية، تمكنت بوسائط مخابراتية من أن تتحول الى قوى سياسية، وقوى اثنيه متنازعة متنافرة.

حال العراق ليس أفضل بعد سقوط النظام….

والحل يبقى مسالة الوحدة… علينا أن نفكر جديّا في الوحدة مرة اخرى، حتى ولو بدى الأمر مستحيلا.

يبدو أن شمال أفريقيا مقبل على أيام صعبة، وأن التوترات ستتصاعد إثر هذا القرار الأممي في علاقة بالصحراء. ويقيني وأرجو ان تكذّبه الاحداث أن اضطرابات قد تعصف المنطقة… رجاؤنا أن لا يحصل هذا.

العاهل المغربي توجه برسالة من أجل الحوار مع الرئيس الجزائري. أعتقد أن كل أطراف المنطقة، بما في ذلك تونس، مطالبون بإعمال العقل وبالالتفاف على تباينات ونزع فتيل التوتر في المنطقة.

د. ليلى الهمامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى