من بوابة أربيل ..بدء ملامح التشكيل …

بقلم: نبيل العزاوي
إنتهت الانتخابات البرلمانية ، ومعها بدأت الحوارات ، واللقاءات ، والمشاورات ، بين قادة الكتل السياسية ، وبدأت ملامح التشكيل سريعاً هذه المرة ، خصوصاً بعد التحذير ، والتنبيه ، من قبل الدكتور القاضي فائق زيدان ، رئيس السلطة القضائية ، للكتل السياسية ، بإحترام التوقيتات ، والمواعيد الدستورية ، رسالة ببالغ الاهمية للجميع ، بعدم تكرار سيناريو 2021 ، والذي أدى لانسداد سياسي ، وإستعصاء كاد أن يدخل العراق بنفق مظلم ، نتيجة الخلافات ، والتناحرات ، وعدم التنازل للآخر ، لحين أن قدم الحزب الديمقراطي الكردستاني إيثاراً كبيراً ، بتنازله عن منصبه المستحق للرئاسة ، وبعدها مضت العملية السياسية بأقل الخسائر المحتملة .
والان ، وبعد أن عرفت كل الكتل السياسية مقاسها ، وأحجامها ، العددية ، وجبت قراءة المشهد القادم بعقلانية ، وتمعن ، من سيتحالف مع من ؟
وكيف يمكن أن تمضي مخرجات الانتخابات ، بمشهد مختلف عما كان ؟
وللإجابة عن هذا الاستفهام ، يمكن أن تتخذ الكتل السياسية ، سياقات عمل ، قادرة على عبور المحن والاشكالات ، ومن خلال تفاهمات مجدية ، وليست تفاهمات وقتية ، فالجميع أدرك أن الحل ، بالتوافق الوطني ، وليس التوافق الفئوي ، والذي ماعاد يجدي نفعاً ، بعملية سياسية تحتاج لفهم وإدراك بان العمل القادم ،هو عمل جماعي، وليس فردي يؤزم الوضع المتأزم
والذي يراقب مجريات التشكيل القادم ، يرى وبوضوح أن أربيل هي الجهة الموثوقة ، للأنطلاق نحو رسم ماسيكون ، رسم ملامح المرحلة المقبلة ، خصوصاً أن الجميع وبدون إستثناء ، سيأتي تباعاً ، لزيارة الاقليم ، ولقاء زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، السيد مسعود بارزاني ، كونه القائد الذي لايمكن أن يتنصل من المسؤولية ، وهو الذي دائماً يمثل الوسطية والاعتدال بالتعاطي مع العقد والازمات ، ولديه من الفكر ، وبعد النظر ، بتقريب الاراء ، والجلوس لطاولة حل ، لا نزاع قد نتيجته كل أبناء الوطن ثمائن كبيرة ، ولايمكن أن يبقى هذا الدفع الى مالانهاية .
والان ، وبعد زيارة زعيم إئتلاف دولة القانون ، السيد نوري المالكي ، لأربيل ولقاءه بكل قيادات البارتي ، وأولهم السيد مسعود بارزاني ، صرح السيد المالكي ، أنه قد جاء لزعيم قضية ، وزعيم نضال ، ورجل ضمير حي ، يعرف أن العراق ملك الجميع ، هذا الحديث من قبل زعيم إئتلاف دولة القانون ، يؤكد وبما لايقبل الشك ، أن السيد البارزاني سيكون لديه الدور المحوري والمؤثر ، لتشكيل الحكومة المقبلة ، والتي تحتاج لتنازل الجميع ، وتقديم الاسماء القادرة على حل الخلافات ، وتطبيق الاتفاقات .
إذن ، مفتاح الحل أصبح واضحاً ، ومن بوابة أربيل أنطلقت الحوارات ، لكن الاهم من الحوارات ، هو تطبيقها ، لاترحيلها ، وبإنتهاء التشكيل ، بإعتبار أن الحزب الديمقراطي الكردستاني ، وبعبوره حاجز المليون صوت ، من المؤيدين ، والمريدين ، والمناصرين ، يؤهله أن يكون لاعباً مهماً ، وطرفاً أصيلاً ، لعبور المرحلة ، والتي لايمكن أن تمضي إلا من خلال الاسس الثلاثة وهي : أولا الاتفاق
وثانياً : الشراكة وثالثاً التوازن
وعلى أساس ذلك يمكن أن تؤسس الكتل السياسية مرحلة نضوج فكر ، خصوصاً أننا اليوم ، بالاستحقاق السادس ، الذي وجب أن يكون خالياً من التشنج ، ورمي التهم ، وتقديم برنامج وفق مدد دستورية ملزمة التطبيق ومن الجميع ، دون نكث بالعهود ، كل ذلك ممكن وسهل التنفيذ ، إذا ماحضرت الارادة ، والارادة ، فعقدين مضت بكل أخطاءها ، وحان تأسيس عقدين جديدين ، وفق منظور وطني يخدم الجميع ،ولايهمش أحد من صنع مستقبل هذا الوطن الكبير ، ووفق الدستور ، ومبادئه التي رحلت ومع الاسف ، وحان الوقت لتنفيذها .



