الحزب الديمقراطي الكردستاني ودوره المحوري بتشكيل الحكومات …

بقلم : سهاد الشمري
لايخف على أحد ، دور الحزب الديمقراطي الكردستاني ، بلملمة شتات المتناحرين ، خصوصاً بوقت الازمات ، فـ لزعيمه الدور الاكبر بتقريب وجهات النظر ، وخصوصاً بعد كل إنتخابات تحصل ، وللسيد مسعود بارزاني ثقلاً كبيراً ، لاينكره أحد ، بفتح المسارات المغلقة ، وتقديم الحلول الواقعية التي من شأنها تعبيد الطرق للوصول الآمن لمخارج يحترمها الجميع ، ويقبل مخرجاتها .
ولعل أفضل مثال يمكن ذكره ، أن كل الزعامات ، يعتقدوا بأن هندسة الحلول تبدأ من أربيل ، كونها السفينة التي تستوعب الجميع ، وكونها المدينة التي ظلت وستبقى منطقة الحل الآمن ، ومن خلال تقديم مقترحات حل الخلافات التي لايمكن أن تبقى دون نهايات.
واليوم وبعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية ، نجد أن هنالك إرتياحاً واضحاً من قبل جميع من أشترك بها ، ولم نسمع ولحد الآن أن هنالك طعوناً حمراء يمكن أن تعرقل من إعلان النتائج النهائية ، كل الطعون المقدمة والمقاربة ل ( 800 ) طعن جميعها صفراء ، وخضراء ، أي إنها قد لاتغير من ما إعلن من نتائج أولية ، هذا المتغير يعطي رسائل إطمئنان ، بأن هذا الانتخابات قد تختلف عن سابقاتها ، من حيث المضمون ، والنتائج ، والجميع اليوم يتطلع لأنبثاق حكومة قوية ، ومن خلال المدد الدستورية المحددة ، دون القفز عليها ، حكومة قادرة على الوقوف أمام التحديات الداخلية ، أو الخارجية ، فالتحديات الداخلية كثيرة أهما الازمة المائية والمالية ، وكيف يمكن التعامل معهما ، وفق رؤية عميقة ، ثم التحدي الآخر والذي وجب العمل على إنهاءه وهو ملف الكهرباء ، الذي لايمكن أن يبقى بلا حلول جذرية وواقعية ، ويمكن نقل تجربة ( روناكي ) الناجحة في إقليم كردستان لإنهاء حالة وجود المولدات الاهلية ، لكل محافظات العراق ، أما التحدي الأكبر هو التحدي الخارجي ، والذي وجبت قراءة مايحدث من حولنا بتمعن ، فالنار لازالت تستعر من حولنا ، والمنطقة لازالت بسخونتها ولم تبرد ، والشرق الاوسط الجديد يراد أن يرسم بالقوة ، والعراق في ظل هذه المعادلة ، يحتاج لرجال دولة ، لا رجال سلطة ، يحتاج لمن يقدر هذه الاخطار ، ويتعامل معها وفق المنظور الوطني ، ووفق ضمير ، يضع العراق ومصلحته ، ضمن أولى المهام .
إذن أمام تلك التحديات الجمة ، وجب إنبثاق الحكومة قريباً ، وليس تأجيلاً كما كانت العادة ،حكومة عابرة للأزمات ، يمكن أن تلتقي ببرنامج يصب بمصلحة الجميع ، وفق منهج وطني لامنهج أحزاب ، فمعادلة التغيير بالسلوك باتت ضاغطة على الجميع ، وماأحوجنا اليوم لمشروع وطن ، يخدم كل الشعب ، دون تمييز أو فرق ، بين مكوناته ، وكل المؤشرات والدلائل تذهب لاستثمار وترجمة نتائج الانتخابات بعمل، ومثابرة للوصول للأهداف المرسومة ، خصوصاً أن العالم بأسره قد أشاد بهذه الممارسة الديمقراطية ، وأشر أن هنالك تداول سلمي للسلطة ، كل أربع سنوات ، تداول وجب أن يكون بمحتوى الطموح ، ووفق الشراكة ، والتوازن ، ولطالما أشر لذلك السيد مسعود بارزاني بكل لقاءاته ، ووجب الآن البدء بنسج التحالفات القادرة على ترجمة مخرجات الانتخابات ووفق خراءط الخدمة لا خرائط تضيق الافق ، والتشنج .



