أخبار دولية

د. عادل صالح يشارك في المنتدى الثاني للأسرة العربية بمقر جامعة الدول العربية


علاء حمدي


شارك الأستاذ الدكتور عادل صالح، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في مصر، في فعاليات المنتدى الثاني للأسرة العربية، الذي ينظمه مجلس الأسرة العربية برئاسة د. آمال إبراهيم، أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية، وذلك بمقر جامعة الدول العربية، وبحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين، وبرئاسة الأمين العام ورئيس المؤتمر الدكتور أشرف عبد العزيز، تحت عنوان: «الإعلام الأسري والتحول الرقمي نحو وعي آمن مستدام».


وجاءت مشاركة د. عادل صالح من خلال مداخلة علمية معمقة تناول فيها صورة الأسرة العربية في وسائل الإعلام المعاصرة، حيث أكد أن كثيرًا من المعالجات الإعلامية تقع في فخ الأحكام العامة والتناول النمطي، بما يؤدي إلى إعادة إنتاج صور ذهنية غير دقيقة عن الأسرة العربية. ودعا إلى تبني مقاربة نقدية علمية تقوم على التحليل والفهم، وتراعي السياقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تتحرك داخلها كل أسرة في مجتمعاتها المختلفة.


وشدد عميد كلية الإعلام على أن التركيز المبالغ فيه على الصورة الإيجابية المثالية للأسرة لا يقل خطورة عن تقديم الصورة السلبية، إذا كان منفصلًا عن الواقع وتحدياته الحقيقية، موضحًا أن الإعلام يفقد مصداقيته حين يبتعد عن رصد الواقع كما هو، بتعقيداته وتحولاته، ويكتفي بتقديم نماذج مثالية لا تعكس التجربة المعيشية للأسر العربية.


كما أشار د. عادل صالح إلى أن تحليل الخطاب الإعلامي الأسري لا يمكن أن يتم بمعزل عن السياق الوطني لكل دولة عربية، سواء من حيث الأوضاع الاقتصادية أو الأطر التشريعية أو المنظومة القيمية السائدة، محذرًا من التعامل مع الأسرة العربية بوصفها كيانًا واحدًا متجانسًا، لما في ذلك من تعميم يُغفل التنوع والاختلاف بين المجتمعات العربية في أنماط العيش والتحديات والاحتياجات.


وأكد في ختام مداخلته أن التربية الإعلامية تمثل أحد أهم المداخل لبناء وعي مجتمعي ناضج، قادر على القراءة النقدية للمحتوى الإعلامي، خاصة في ظل التحول الرقمي المتسارع وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، بما يسهم في تعزيز التمييز بين الخطاب الإعلامي والواقع الاجتماعي، ويدعم إنتاج محتوى إعلامي أسري أكثر توازنًا ومسؤولية، يسهم في استقرار الأسرة العربية وحماية أمنها القيمي.


ويأتي انعقاد المنتدى في إطار جهود مجلس الأسرة العربية لتعزيز دور الإعلام الأسري الواعي، وفتح مساحات للحوار العلمي والمهني حول قضايا الأسرة العربية، بما يسهم في بلورة رؤى عملية داعمة للتنمية المستدامة، وبناء وعي آمن قادر على مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة في المجتمعات العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى