أمطار وأجراس المطر

بقلم الكاتب الإماراتي أحمد إبراهيم
رذاذاتٌ , وكلُّ تلك القطرات انهالت علينا ليلة أمس , ماذا لو تجمّعت وسقطت علينا في قطرةٍ واحدة عملاقـة..؟! سنقفزُ من جسرٍ سماويٍّ , فضاءاته ( القلب ) , نبضاته ( الجسد ), فنحبو حبوَ الحنون بالشوق وبدمعة الأحزان نحو بوصلة ( الروح ) المتّقدة على وجوهٍ ضاحكة مستبشرة بأمطارالله الشفّافة ..
طيب وبعد ذلك..؟
نعم وبجدّ , ماذا كنتُ افعل لو أنَّ عاصفةً مُمطرة أجمعت كل تلك الغيوم الضخمة وما تكثَّفَ بها من مياه , وأسقطته في هيئة قطرةٍ واحدةٍ عملاقة على بيتي , سيارتي وثم على رأسي؟!
( الماء والهواء ) ما أخفَّهُما بملاك الرحمان ولكن ما اشدهما بغضب السلطان , .. خاصةً اذا إبتدأ بسطح الأرض وانتهى بغلافها الجوِّي , إذ وعلماءُ الأرصاد الجوّية متّفقون على أن ( كمّية المياه ) بإجمالي احتمالات الهطول ويعبّرون عنه بالسنتيمتر ، تتراوح قيمته بين صفرٍ ( في غير المواسم المُمطرة ) وعشرة إلى عشرين من السنتيمترات في ( مواسمها ,,! )
تخيّل قطرةُ مطرٍٍ عملاقةٍ , سقوطَها على مساحة مُربَّعَة طول ضلعها 100 كم , فتكون مساحتها 10 آلاف كيلو متر مربَّعٍ .. و أنّ قيمة إجمالي احتمالات الهطول فيها ستّة سنتيمترا بمعناها حجمُ مياه الأمطار يساوي مساحة 10 آلاف كيلو متر مربّع في ارتفاع قدره 6 سنتيمترات , يتحوّل إلى أمتار مقسّمة 6 على100 بالناتج يُقسّم مرّة ثانية على ألف لِتتحوّل السنتيمترات الستّة إلى كسر من الكيلو متر ، قدره 6 على مائة ألف كم , يعني حجم الأمطار الهاطلة في هذه المساحة بِضرب مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربَّع في ارتفاع المياه الذي قمنا بِتقديره بالكيلو متر يساوي ستّة أعشارٍ من الكيلو متر المكعّب وهو ما يزنُ 600 مليون طن , . أي ما يقترب من وزن كلّ البشر على سطح كوكب الأرض,,!
فما بالك بهكذا افتراض ونحن منسدحون في السرير, أو ملفلفون بالسيارة .. يا ترى هل سنردد لبعضنا أغنية ام كلثوم (يا خوف فؤادي من غدي …!)..!



