مقالات

ليس غياباً بل عزلة واعية وملامح ذبلت ستعود مع بداية 2026

بقلم:الإعلامية سجى اللامي

مررت بفترة صمت امتدت منذ 23 تشرين الثاني 2025، لم تكن عابرة ولا سهلة بل مرحلة انسحاب هادئ من الضجيج أشبه باعتزال روحي اختاره الجسد قبل العقل
تراجعت الطاقة، أثقلتني العزلة وبدت الملامح كأنها تحمل أثراً لتعبٍ داخلي لم أجد له اسماً واضحاً في حينه
لم أكن غائبة عن الحياة، بل كنت أعيد ترتيبها بصمت،
الصحة تراجعت، الوزن خف، والروح دخلت في اختبار صعب، لكن شيئاً واحداً بقي ثابتاً: الكرامة
لم أطلب شفقة، ولم أكتب شكوى، لأن بعض المراحل لا تحكى، بل تعاش حتى نهايتها،
وخلال هذا الصمت كان هناك من يراقب الغياب بقلق صادق،
أشخاص لم يربطهم بي سوى الاحترام، لم يسألوا لماذا ابتعدتِ، بل قالوا ببساطة: نفتقد حضورك،
اتصالات، رسائل، دعوات إنسانية خالية من أي مصلحة، تؤكد أن القيمة الحقيقية، للإنسان تعرف في غيابه، لا في ضجيج حضوره،
مع اقتراب نهاية عام 2025، بساعات قليلة فتحت نوافذ التواصل من جديد عبر التواصل الاجتماعي ، فكانت المفاجأة أجمل مما توقعت،
لم أجد فراغاً، بل وجوهاً حريصة، وقلوباً تتمنى لي الخير مهنياً وإنسانياً، وتؤمن أن وجودي ليس عابراً في حياتها،
عندها فقط أدركت أن العزلة لم تكن خسارة، بل غربلة،
وقبيل الدخول إلى عام 2026، اتخذت قراري بهدوء يشبهني:
سأبدأ النهوض… لا لأثبت شيئاً لأحد، بل لأنني أعرف من أكون،
أنا امرأة اعتادت أن تسقط واقفة، وأن تنهض كل مرة بقوة أكبر،
امرأة حديدية، لا تنكسر عند أول اختبار، ولا تهزم حين تخذل، بل تعود أكثر وعياً، وأصدق مع نفسها،
في عامي الجديد، سأمشي مع من يقدر حضوري،ويفتقدني إن غبت،سأمنح وقتي لمن يستحقه، وأترك خلفي كل ما أثقل روحي يوماً،
هذا ليس إعلان بداية، بل عودة محسوبة.
فالمرأة التي تعرف قيمتها، لا تشرح ألمها، ولا تبرر غيابها، يكفي أن تنهض…
والنهوض بحد ذاته رسالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى