منوعات

لتكن سنة 26 سنة حبّ لا ينتهِي


كتبت د ليلي الهمامي


سنةً جديدةً تُطل علينا بنظرة صادقة فرحة مؤمنة… لا يمكنني أن أفوّت هذه المناسبة لكي أتمنى لنفسي ولكم أعذب مشاعر الراحة والطمئنينة وموفور السعادة لنا ولذوينا، لأحبابنا ولأصدقائنا… شعورٌ مفعمٌ بالأمل، يمتزج دون خيار منا، بذكرى مرارة من غادرنا من الاهل والاصدقاء، ومن فقد من أَحبّ… قلبي وروحي يُشعّان عطفا على من أقعده المرض وألزمه السكون وحال دونه والحياة.


قلبي ومهجتي مع من يتألم لعجزه وفاقته وقلة ذات يده… قلبي مع صغار غزة واليمن والسودان… ضميري يثيرني ويستفز ذاكرتي لكي أستحضر صور من فقدوا حريتهم في الأسر والنفي والإبعاد. على الرغم من كل معاناتنا، على الرغم من كل خيباتنا، أتمنى سنة جميلة يتجدد فيها الامل وتندفع فيها الارادة لمناطحة القدر… على الرغم من الانكسار، أكيد سننتصر… على خوفنا، على جهلنا، على فقرنا، على أوهامنا…


يستفزني عقلي ويهمس أنها مجرد سنة إدارية، مجرد رقم في ساعة، لا يختلف عن باقي الأرقام. يعنّفني عقلي ليُسقط كل آمالي وأمانيّ لكم … هي سنة ادارية… نعم! فليكن! أتعرفون من هو أشد قسوة وسطوة من الإدارة…؟ كل الانسانية تحتفل الليلة بسنة جديدة، لأن كل الانسانية تخضع لمقدّس رهيب علا -يعلو- فوق كل مقدسات الأديان هو الإله الفاني، هو “الإله الادارة”…


هذا الوحش البارد الذي يحصينا، ويقصينا، ويجمعنا، ويصنّفنا، ويُعدمنا، ويُحيينا بيد خفيّة، ينتزعنا من بيوتنا، يزج بنا في المدارس، ليلقي بنا في متاهات العمل والمستشفيات والسجون… يد خفية، تحتسب انفاسنا وخطانا، تحصي حركاتنا حتى في غرف النوم…


يد رهيبة تدفعنا الى الاعتراف بذنوبنا وخطايانا؛ تشيطيننا وتبتزنا على ناصية توبة نُتَّهم بكبتها او ترحيلها… نحن مذنبون مهما أكثرنا من الصلوات ومهما قدّمنا من قرابين… عمرتنا لا تُقنع وحَجُّنا مشبوه !!! من أجل كل ما تقدم،،، سنة ادارية مباركة. بقدر ما نخشى الدوله بقدر حبي لكم… أحبكم لأنني أحب نفسي، فمن لا يحب نفسه، يكره الجميع. أحبكم لأنني أحب نفسي بينكم. فليكن غدنا أفضل، هل يكون غدنا أسعد !!!
د. ليلى الهمامي.

قد تكون صورة ‏وشاح‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى