أخبار العراق

الكوليرا والحمى النزفية تخطف الاهتمام الصحي عن ملف كورونا

المستقبل / بغداد

اعداد التقرير / حوراء الهاشمي


تراجع اهتمام وزارة الصحة العراقية والجهات المسؤولة عن ملف كرورنا جراء انتشار وبائي الكوليرا والحمى النزفي، ليصب الاهتمام بهذين الوبائين عوضا عن الملف الأكثر خطورة وتعقيدا كوفيد 19. في حين تسجل وزارة الصحة موقفا أسبوعيا يتجاوز الـاربعة الاف إصابة، واكثر من 15 حالة وفاة.
ومنذ مطلع العام 2022 سجل العراق انتشار لاكثر من 6 اوبئة بينها الحمى النزفية والكوليرا، في وقت لم تسيطر البلاد على الموجات الجديدة لفيروس كورونا، وفي مطلع أيلول 2022 أعلنت وزارة الصحة تسجيل أكثر من 1000 إصابة بالحمى النزفية والكوليرا في العراق منذ بداية العام الحالي.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريح نقلته وكالة الانباء العراقية إن “هناك مستجدات خطيرة في الحمى النزفية، وآخر إحصائية رسمية منذ بداية العام الحالي، تؤكد وصول عدد المصابين الى 299 إصابة منها 55 حالة وفاة”. وأضاف، أن “محافظة ذي قار تتصدر الإصابات والوفيات”. وقال أن الوزارة سجلت 7 إصابات جديدة بالكوليرا، منها 3 إصابات في بغداد الرصافة و4 إصابات في كركوك”، موضحاً أن “مجموع الإصابات منذ بداية العام وصل إلى 894 إصابة لغاية الآن”.
خطر كورونا قائما
يؤكد مسؤولون وخبراء، أن تحدي وباء كورونا مازال قائماً، فيما توقعت وزارة الصحة موجات وبائية ومتحورات جديدة من الجائحة، وقالت الوزارة في بيان “لا نزال نؤكد ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الجسدي والإقبال على تلقِّي اللقاحات”، مشيراً إلى أنَّ “مؤسسات الوزارة مازالت – حتى اللحظة – مستمرة في تقديم اللقاحات، وعلى الجميع إتمام لقاحاتهم”.
في الاثناء يقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أنَّ “دور وزارة الصحَّة بالنسبة لكل الأمراض الانتقاليَّة هو تقديم الرعاية الصحية وتشخيص الحالات وجزء من التوعية بالشراكة مع الجوانب الأخرى”، لافتاً إلى أنَّ “الإجراءات المتَّخذة من الجهات المعنيَّة في موضوع مواجهة الذبح والجزر والرعي العشوائي ونقل الحيوانات بشكل أو بآخر، وخاصة من وزارة الداخلية وأمانة بغداد ووزارة الزراعة في مكافحة الحشرة الناقلة – ما زالت دون المستوى المطلوب”.
وذكر، أن “أكثر من نصف الإصابات المسجَّلة بالمرض تماثلت للشفاء رغم أنّ المرض ليس له علاج أو لقاح”، موضحاً، أنه “في حال تشخيص النتائج بمرحلة مبكرة فإن احتمالية الشفاء والنجاة عالية جداً”.
يقول الطبيب العراقي عبد الرزاق العميري إن “المؤسسات العراقية الصحية تسيطر حالياً على مرض الكوليرا، لكنها قد تفقد السيطرة على كورونا والحمى النزفية، لا سيما وأن هناك ارتفاعاً بأعداد المصابين بهما. لكن للأسف، لم نصل إلى مرحلة الحلول الاستباقية لأي أزمة، إذ إن دوائر الصحة في السليمانية كانت قد حذرت خلال الأسابيع الماضية من احتمال ارتفاع أعداد المصابين بالكوليرا، لكن السلطات العراقية لم تتعامل مع هذا الأمر إلى أن توفيت امرأة في كركوك”. يضيف أن “مرض الكوليرا الحالي يختلف عن ذلك الذي تفشى عام 2007 في العراق. إلا أن المستشفيات العراقية تتعامل مع المرض بالعقلية القديمة نفسها. بالتالي، فإن بعض العلاجات قد تؤخر شفاء المريض”.
يتابع في “التلوث في العراق أحد أكبر الأسباب التي تؤدي إلى تفشي الأمراض، وقد نشهد خلال السنوات المقبلة أمراضاً جديدة لأن الحكومات التي تعاقبت على الحكم في البلاد طوال الأعوام الماضية لم تهتم بتأسيس نظام صحي جيد، وانشغلت بالسياسة والصراعات ومعالجة المشاكل الأمنية، حتى وصل العراق إلى مرحلة غير عادية من تراجع خدمات الرعاية الصحية”. ويشكو من “شح مياه الشرب وانقطاعها المتكرر خلال فصل الصيف خصوصاً، واضطرار الأهالي لشراء المياه من الصهاريج (ناقلات المياه) التي غالباً ما تكون ملوثة. لذلك، قد نشهد ارتفاعاً بأعداد المصابين في ديالى ومدن جنوب العراق، إلا إذا عالجت الحكومة مشاكل المياه الصالحة للاستخدام البشري”.
من ناحية أخرى، أعلنت المنظمة العالمية لصحة الحيوان أن العراق سجل تفشيا لسلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور H5N8 في مزرعة بجنوب شرق بغداد.

ونشرت المنظمة، التي يقع مقرها في باريس، تقريرا لمندوبها في العراق يشير إلى أن التفشي الذي حدث الشهر الماضي في مزرعة للدواجن الموجودة في محافظة واسط قتل فيها ٢٤ ألف طائر من نحو 158 ألفا.
من جانبها، أصدرت وزارة الزراعة العراقية بيانا نفت فيه تسجيل أية سلالة جديدة بإنفلونزا الطيور، وأكدت دائرة البيطرة ومختبراتها المركزية عدم تشخيص أي سلالة جديدة شديدة العدوى وأن الإصابات التي شخصتها سابقا هي من نفس سلالة H5N8.
كما يعاني القطاع الصحي في العراق من ضعف الإنفاق الحكومي على الرواتب والخدمات والإنشاءات، ما يجبر كثيرا من الأطباء العراقيين على الهرب إلى الخارج، وينعكس تدهور القطاع الصحي العراقي على متوسط الأعمار الذي يعد أقل من المعدلات العالمية غير أنه من أقل متوسط الأعمار بين دول المنطقة.
وشكل استمرار انتشار فيروس كورونا وتسجيل بعض الوفيات من حين لآخر تحديا آخر للبلد إذ تخطى العدد الكلي المسجل من الوفيات خمسة وعشرين ألفا منذ بداية الجائحة.
ووفقا لبيانات وزارة الصحة العراقية فإن العراق يعاني من تأخر برنامج اللقاحات مقارنة بدول العالم، حيث وصل إجمالي الذين تلقوا اللقاح حوالي عشرة ملايين و700 ألف شخص، وهو ما يمثل فقط ربع عدد السكان.
“التقرير بدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية UNDEF ومؤسسة صحفيون من أجل حقوق الإنسان jhr”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى