أخبار العراق

الديمقراطية المسفوحة ظلما

الديمقراطية المسفوحة ظلما
قاسم الغراوي
كيف يمكن ان نحافظ على القيم الديمقراطية ونركن الى مبادئها ونلتزم بها باعتبارها مايميز النظام الديمقراطي في العراق مالم تحترم من قبل السلطة باعتبارها راعية لهذه القيم ومسؤولة عن تطبيق الدستور ، وماهي الوسيلة التي نعبر فيها عن مظلوميتنا غير التظاهر السلمي خصوصا اذا كان من طبقة واعية لمفهوم الديمقراطية .

التظاهرات والاعتصامات والتعبير عن الراي هي احد مرتكزات التعبير عن روح الديمقراطية في ظل هذا النظام والوقوف مع الحقوق والمطالب الشرعية واجب اخلاقي وشرعي من قبل المسؤولين من اعلى مستوى الى ماهو ادنى لايصال الصوت الى اصحاب القرار للنظر في تلك المطالب.

(في عراق اليوم إياك أن تكون نزيهاً صالحاً مخلصاً في عملك ما دمت تحتل درجةً خاصة وموقعاً متقدماً في الدولة ، فالصدق والنزاهة والاخلاص والكفاءة والوقوف الى جانب الموظفين المطالبين بحقوقهم صفات ومواقف تتناقض مع الموقع الذي تحتله لذا عليك أن تكون مراوغاً متملقاً فاسداً الى النخاع بائعاً لتاريخك وهويتك لتحظى بشرف البقاء في المنصب .)

وهذا ديدن المزمنين في السلطة وحتى المتسلقين والعابرين والذين لايمتون بصلة الى اختصاص عملهم في وزاراتهم وهم يتعاملون بعنجهية ويستغلون مناصبهم في اصدار قرارات ضد موظفيهم لمجرد انهم تجمعوا للمطالبة باستحقاقاتهم ووجدوا من يقف الى جانبهم من مستوى رفيع باعتباره يرعى حقوقهم المشروعة لكنه يفاجئ كضحية ليدخل في متاهات القانون والقضاء وربما وجهت له تهمة التحريض لوقوفه مع حقوق الموظفين في وزارته .

مما يدعو للاستغراب ان نتابع وزيرا يتقاطع مهنيآ مع وكيله ، لا بل يذهب للشكوى ضده لمجرد انه وقف مع صوت المظلومين في نفس الوزارة ممن يطالبون بحقوقهم ، وكانه انقلب على سلطة الوزير الذي كان امس بعيدا عن جسم الوزارة واليوم بعيدا عن روح الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى