حسن الشامي يكتب : تدريب الجمعيات الأهلية على مراقبة الانتخابات

يعتبر التدريب الجيد للمراقبين (أو المتابعين) هو حجر الزاوية في عملية المراقبة. فينبغي تدريب المراقب على النظر بموضوعية دون التقرير المسبق للأحداث قبل وقوعها.
كما يجب أن يكون التقرير محايدا ازاء ما يراقبه بصرف النظر عن اتجاهاته الشخصية.
ينظر الى المراقب واستمارات الملاحظة المزود بها على أنه أداة قياس دقيقة لكل ما يلاحظه.
يراعى في المراقبة المواصفات العلمية من صدق وثبات عملية القياس.
ويقصد بصدق القياس أنه يرصد الظاهرة الموضوع لقياسها دون التأثر بما يحيطها من هالة أو التأثر بالعوامل المحيطه بها.
ويقصد بثبات أداة القياس أن رصد الظاهرة لا يتأثر بتغيير المراقب أو إعادة القياس.
ومن الضرورى الارتقاء بأساليب التدريب علي أعمال المراقبة لتحقيق النتائج المرجوة من هذا العمل، مع التركيز علي إنتقاء نوعية من المراقبين تسمح بتحقيق نقلة نوعية لعملية المراقبة تؤدي الي توافر عناصر قادرة علي تطوير دائم لعملية وثقافة المراقبة وتستطيع أن تتغلب علي المعوقات التي تواجه عملية المراقبة.
لذلك يتم وضع عدد من الشروط التي يجب أن تتوفر في المراقب والتي تتوافق مع المعايير الدولية للمراقبة.
الشروط المطلوبة في المرشح للمراقبة :
ـ أن يكون محايدا ولا ينتمي الي أية قوي سياسية مشاركة في الانتخابات.
ـ أن يكون حاصلا علي مؤهل متوسط كحد أدني حتي يستطيع التعامل مع استمارات المراقبة بشكل جيد.
ـ أن يكون من أبناء الدائرة التي ستجري بها الانتخابات وأن يعمل تحت مظلة احدي الجمعيات الأهلية المشهرة المشاركة في أعمال المراقبة.
ـ أن يراعى في اختيار المراقبين التنوع، بمشاركة الشباب والكبار ومشاركة الرجال والنساء.
أولا : التدريب على مراقبة الانتخابات :
في البداية يتم التوافق علي الهيكل الاداري والتدريبي الذي سوف يتولي عملية التدريب واختير عدد من المدربين من ذوي الكفاءة والخبرة في عملية التدريب وأعمال مراقبة الانتخابات.
ويتم التدريب على عدة مراحل هي:
المرحلة الأولي : تدريب رؤساء القطاعات ومنسقي الدوائر :
ويتم فيها دعوة رؤساء القطاعات ومنسقي الدوائر ويتم تدريبهم علي أعمال المراقبة من خلال محاضرات، وورش عمل. ويتناول التدريب أعمال المراقبة من داخل اللجان وخارجها، والتعريف بحقوق وواجبات المراقب القانونية.
المرحلة الثانية : الاستفادة من الخبرات الدولية في الانتخابات التشريعية وخبرات دولية تدور حول عملية المراقبة، والتعريف بالمواثيق الخاصة بعملية المراقبة والتي توافق عليها الجميع تكاد تكون متشابه مهما اختلفت ظروف كل بلد عن البلاد الأخري.
ويجب رصد الانتهاكات والمطالبة بعدم تكرار مثل هذه الانتهاكات في انتخابات مقبلة.
المرحلة الثالثة : تدريب المراقبين في المحافظات :
وبتم فيها التدريب بمستويين كميا ونوعيا.
أولا : التدريب في المستوي الكمي : حيث يتم تدريب المراقببن علي مستوي كل دائرة انتخابية. ومشاركة المرأة والشباب من فئات عمرية مختلفة.
ثانيا : التدريب علي المستوى النوعي :
حيث تنظم دورة تدريبية لتعزيز المهارات لدي المراقبين الذين سبق لبعضهم المشاركة في مراقبة انتخابات سابقة، وذلك عن طريق تقديم الخبرات الحديثة في مجال المراقبة والتركيز في التدريب علي مجموعة النصوص القانونية المنظمة للعملية الانتخابية والتعديلات الدستورية لها، وكذلك التعريف بنظام حصة الفئات الخاصة (كوتا المرأة والشباب وذوي الإعاقة)، وكذلك التدريب علي كيفية التعامل مع استمارات المراقبة والتي تشمل كل مراحل العملية الانتخابية وحتي ظهور النتائج. مع التركيز علي التدريب العملي من خلال ورش العمل عقب المحاضرات النظرية والتركيز علي كيفية التعامل مع كل استمارة مراقبة وكيفية الاجابة علي محتواها، والتأكيد علي ضرورة ارسالها في مواعيدها المحددة. وتقويم إستيعاب المتدربين لكل مراحل التدريب المختلفة والتعامل بشكل جيد مع التقنيات الحديثة في عملية المراقبة بكل جوانبها. ويقوم المتدرب في نهاية التدريب بالتوقيع على التعهد بالحيادية في مراقبة الانتخابات. ويجب الاستفادة من تجربة بلدان أخري.



