مقالات

سارة  والابتزاز الإلكتروني


أعداد المهندسة منار الزيادي

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح التنمر والابتزاز الإلكتروني من الظواهر الاجتماعية المقلقة التي تؤثر بشكل كبير على الأفراد، خاصةً الشباب.  تتفاقم هذه الظواهر عندما يكون الضحية يعاني من ضعف الثقة بالنفس، مما يجعله أكثر عرضة للاستغلال. في هذا المقال، سنروي قصة فتاة شابة واجهت هذه التحديات، ونتعرف على العوامل التي جعلتها ضحية للابتزاز الإلكتروني.

قصة سارة: عندما يصبح التنمر بوابة للابتزاز الإلكتروني
وُلدت سارة  ( اسم مستعار) بعيب خلقي في وجهها، وهو الأمر الذي جعلها تواجه منذ طفولتها سخرية زملائها وتعليقاتهم الجارحة. لم يكن يوم دراسي يمر دون أن تتعرض لنظرات الاستهزاء أو الكلمات القاسية التي تركت أثرًا عميقًا في نفسها. بمرور السنوات، بدأت سارة تشعر بالعزلة، وأصبح هاجس القبول والبحث عن التقدير يشغل تفكيرها.
عند بلوغها الثامنة عشرة، تعرفت عبر الإنترنت على شاب أبدى اهتمامًا بها، واستطاع بذكاء أن يستغل نقاط ضعفها وحاجتها الملحة للشعور بالتقدير. بدأت المحادثات بينهما تبدو طبيعية في البداية، لكنها سرعان ما تحولت إلى طلبات للحصول على صور ومعلومات شخصية. .  لم تدرك سارة في البداية خطورة الأمر، ولكن بعد فترة بدأ الشاب بتهديدها بنشر صورها إن لم تستجب لمطالبه، وهنا وجدت نفسها محاصرة في دوامة من الخوف والقلق. التنمر كعامل أساسي في التعرض للابتزاز الإلكتروني
تعكس قصة سارة واقعًا مؤلمًا تعيشه العديد من الفتيات اللاتي يعانين من التنمر، حيث يؤدي ضعف الثقة بالنفس إلى البحث عن القبول والاهتمام في أماكن غير آمنة.. وغالبًا ما يكون الإنترنت بيئة خصبة لاستغلال هذه المشاعر، مما يجعل الضحية هدفًا سهلًا للمبتزين دور المجتمع في التصدي لهذه الظواهر
يعد المجتمع شريكًا أساسيًا في مواجهة التنمر والابتزاز الإلكتروني، وذلك من خلال:
* التوعية بالجزاء الأخروي: يجب تذكير الأفراد بأن الإسلام يؤكد أن الظلم والتعدي على حقوق الغير له عواقب في الدنيا والآخرة. قال الله تعالى: “وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ” (الشعراء: 183).
* تعزيز دور المؤسسات الدينية: يمكن للمساجد والمؤسسات الدينية نشر الوعي حول خطورة التنمر والابتزاز الإلكتروني، وتوجيه الأفراد نحو استخدام الإنترنت بطرق أخلاقية تتماشى مع تعاليم الإسلام .
*تعزيز الوعي: من الضروري نشر الوعي حول مخاطر التنمر والابتزاز الإلكتروني، وتثقيف الأفراد حول كيفية التعامل مع هذه التحديات.
* التربية على الاحترام: يجب تعليم الأطفال والشباب أهمية احترام الآخرين بغض النظر عن اختلافاتهم، مما يقلل من السلوكيات المؤذية.
* تقديم الدعم النفسي: يُعد الدعم النفسي أمرًا أساسيًا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس، وتمكينهم من بناء شخصيات قوية قادرة على مواجهة التحديات.
* تشجيع التواصل المفتوح: يجب على الأهل تعزيز ثقافة الحوار مع أبنائهم، وتشجيعهم على مشاركة مشكلاتهم دون خوف، لضمان حصولهم على المساندة والدعم اللازمين.

و عود على ذي بدء فان قصة سارة تسلط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التنمر والابتزاز الإلكتروني، وتؤكد أهمية دور المجتمع في معالجة هذه الظواهر. من خلال تعزيز الوعي، وترسيخ ثقافة الاحترام، وتقديم الدعم النفسي، يمكننا بناء مجتمع أكثر أمانًا وتماسكًا، يحمي أبناءه من مخاطر التنمر والاستغلال الإلكتروني


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى