الشفاء بالمراقد.. اباء يمنعون عوائلهم من اللقاح في بابل

المستقبل / بغداد
اعداد التقرير / نوارة العقابي
اعرب أطباء ومسؤولون في محافظة بابل، عن قلقهم جراء حرمان عدد من الإباء لعوائهم من اخذ لقاحات كورونا في عدد من نواحي وقرى المحافظة، وذلك لاسباب تتعلق بالتقاليد الموروثة ولعدم ثقتهم بالمؤسسات الصحية.
وفي ناحية ابي غرق الواقعة غربي المحافظة، لم يتلقى نصف سكان القرى في هذه الناحية لقاح كورونا، وذلك بحسب استطلاع أجراه كاتب التقرير، ووفقا لشاهدات من أولياء أمور وعوائل ذكرت بان غالبية الإباء يفضلون اللجوء الى مراقد الأئمة طلبا للشفاء، فيما اكد اخرون بان اللقاح عبارة عن اكذوبة.
ويقول محمد الفتلاوي، وهو رب اسرة لسبعة افراد، ان “جميع افراد عائلته أصيبوا بكورونا ولم يتعرض أي منهم الى الخطر، بفعل الدعاء وزيارة مراقد الأئمة”، ويلفت الى ان اللقاح عبارة عن خدعة الهدف منها تجارة والهاء الناس عن القضايا السياسية الكبيرة في البلاد، على حد تعبيره.
ويقول اخصائي الامراض الوراثية في مستشفى الحلة التعليمي محمد منير، ان “دائرة صحة بابل قامت بحملات توعية تستهدف حث المواطنين في القرى النائية والبعيدة عن مركز المحافظة على اخذ اللقاحات، واستطاعت بشكل محدود اقناع عشرات العوائل”.
ويشير منير الى ان “الموروث الديني وايمان عدد كبير من العوائل بالتقاليد الدينية وبالأئمة هو ما يدفعهم الى ان اللقاح لا جدوى منه، وبعض يعتقد ان اللقاح عبارة عن مؤامرة، وان يغرس في جسم الملقح امراض مميتة تهدف الى قتل العراقيين كما يعتقدون.
وانتشرت في فترة كورونا فيديوهات تستهين بخطورة الفيروس المستجد وسبل الوقاية منه. كما دخل على خط تلك الأزمة الصحية في العراق بعض رجال الدين، ما عقد المشهد أكثر. إذ دعا بعضهم إلى حرق وتبخير الأعشاب بينها “مادة الحرمل” داخل المستشفيات على سبيل المثال، في حين تحدث آخر عن ضرورة رفع رايات تحمل صور أئمة فوق المستشفيات كي لا يصاب الناس بالمرض.
أتي هذا على الرغم من أن المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، أصدر الثلاثاء الماضي، قراراً بضرورة الابتعاد عن إقامة صلاة الجمعة والجماعة في ظل انتشار كورونا.
يذكر أنه بعدما أصدر مكتب السيستاني توجيهه بمنع التجمعات للحد من انتشار الفيروس، مشددا على ضرورة الالتزام بهذا المنع وأخذه على محمل الجد، فتح في النجف ضريح المراقد الدينية أمام الزوار بسبب ضغوط شديدة من مقتدى الصدر بعدما تجمع الآلاف من مناصريه لإقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وكان متوقعا حضوره إلى الصلاة، لكنه أرسل ممثلا عنه ولم يحضر شخصيا.
وفي وقت سابق من العام 2021 ، وجه رجل الدين المنشق عن التيار الصدري والناشط في التظاهرات في مدينة الناصرية أسعد الناصري انتقادات كبيرة لرجال الدين الذي يحثون الناس على الاستمرار في إقامة الشعائر الدينية رغم خطورة انتشار كورونا، وكذلك عدم إغلاق الحدود مع إيران ومنع الإيرانيين من دخول المدن العراقية.
وقال الناصري في تغريدة على تويتر: “الكثير من رجال الدين جهلة في اختصاصهم، فضلا عن اختصاصات بعيدة عنهم، فلا تصدقوا خرافاتهم وخزعبلاتهم لأن همهم هو الحفاظ على رأس مالهم وهي الأوهام وتضليل العقول”.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.



