باللغةِ المِسمارية (من هُنا بدأت الكتابة)
من أبرز الأعمالِ النَحتية للفنانِ الراحل محمد غني حكمت

باللغةِ المِسمارية (من هُنا بدأت الكتابة)
من أبرز الأعمالِ النَحتية للفنانِ الراحل محمد غني حكمت
متابعة/ إنعام العطيوي
جُملة نُقِشَت باللُغةِ المِسمارية على ختمٍ اسطواني مكسورٍ وهناك أيادي وأذرع تُحاول مَنعَ سقوط الخَتم،
وكُتِبَ على الختمِ باللغةِ المِسمارية (من هُنا بَدَأت الكتابة) وهو العمل الفني النحتي للفنانِ الراحل محمد غني حكمت وَيُعدُ هذا العمل من أبرزِ الاعمال الأربعة الاخيرة التي قدمها كنصبٍ في عاصمةِ العراق بغداد.
وَنُفِذَ هذا النُصب عام ٢٠١٠ في جانبِ الكرخ من بغدادِ بالقربِ من مُتنزهِ الزوراء.
والعملُ الثاني لنافورةٍ تُمَثلُ فانوس علاء الدين السحري وهو جزءٌ من أساطيرِ تاريخ بغداد في ساحةِ الفتح مُقابِل المسرح الوطني، وهي نافورة كبيرة بارتفاعِ عشرةَ أمتار من مادةِ البرونز نصب عام ٢٠١١
أما نصبهُ الثالث ومن اعمالهِ الاربعة الاخيرة فكان تمثالُ أمرأة جالسة بأستعلاءٍ على عامودٍ من الحجرِ نُقِشت عليهِ كِتابات وأشعار تَتَحدث عن بغداد وترمز هذه المرأة الى مدينة بغداد صُنِعَت من مادةِ البرونز، وافتُتِحَ العمل عام ٢٠١٣
و المشروع الرابع فكان عبارة عن نافورةٍ على شكلاٍ بيضويٍ يأخُذ شَكلُ القبةَ تَحِملُ كِتاباتٍ شِعرية للشاعرِ مصطفى جمال الدين أفتُتِحَ عام ٢٠١٣
كُتِبَ عليها الشعر ( بغدادُ ما اشتَبَكت عليكِ الاعصرُ الا ذَوَت وبريقُ عمركِ اخضرُ).
ومحمد غني حكمت هو من أشهر النحاتين العراقيين، ولد في ٢٠ ابريل ١٩٢٩ وتُوفي في ١٢ سبتمبر عام ٢٠١١ في عمان الأردن.
أنهى تحصيلهُ الفني في روما، وبدأ انطباعياً متأثراً فيما بعد بأستاذه “سفربي”، ولكنهُ في بواكير الستينات، قد بلور تجربتهِ الانطباعية، وَرَسَخَ في أعماقهِ، إمكانية البحث في اللونِ المُشَبع بالضوءِ،
وهو من النحاتين العرب البارزين في الحركة الفنية التشكيلية مُنذُ أواسط القرن الماضي.
بعضُ النقاد أطلقوا عليهِ اسم شيخ النَحاتْين، وتَتَميز اعمالهُ النَحتية بصبغةٍ أسطورية مَمّزُوجة بالتراثِ العربي عُموماً والرافديني خُصوصاً، فهو يَعمل بدقةٍ فائقة في الصنعةِ وتطويع المادة الخام.
وَتُمَثل أعمالهُ رُمُوزاً من روحِ الحضارة العربية وتُراثِها، وتُحاكي مَنحُوتاتهُ أشهر الأساطير ومنها (ألف ليلة وليلة)، و(السندباد البحري)، و(كهرمانة)، و(شهرزاد)، و(شهريار)، و(بساط الريح) و (كهرمانة والأربعين حرامي.) ، و(الجنية والصياد)، و(حمورابي)، و(المتنبي)، و (جدارية مدينة الطب) وغيرها الكثير،
كما شارك في انجازِ نَصُب الحُرية مع الفنان الراحل جواد سليم، ولهُ عَشَرات المعارض حول العالم..
ويعد أول فنان عربي مسلم يصمم بوابات كنيسة في روما، و ١٤ لوحة تحكي قصة درب الآلام في الديانةِ المسيحة، ومصمم هدية العراق إلى مَقَرِ مُنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) في باريس، وعاشق بغداد، والفن السومري والبابلي، ومجسد روائع ألف ليلة وليلة.