جنازة متأخرة ستين عاما

جثمان المقاتل أدولفاس رامانوسكاس الذي تم التعرف عليه بعد 60 عاما
تجمعت حشود في شوارع فيلنيوس في ليتوانيا السبت لإلقاء تحية الوداع على مقاتل ضد الاحتلال السوفياتي تم التعرف على جثته بعد ستين عاما.
وكان يطلق على المقاتل أدولفاس رامانوسكاس اسم “فاناغاس” أو “الصقر”، وهو من كبار قياديي المقاومة الشعبية في ليتوانيا ضد السوفيات.
وقالت الرئيسة داليا غريبوسكايت أمام النعش الذي لف بالعلم الوطني “شخص واحد كان يشكل خطرا على النظام، حتى أنهم لم يحاولوا التخلص منه ومن عائلته فحسب، بل أيضا إخفاء هويته، وقد فشلوا في ذلك”.
واعتبر رئيس الوزراء الليتواني سوليوس سكفيرنيليس أن الجنازة الرسمية هي يوم “عدالة تاريخية”.
وبدأت المقاومة في ليتوانيا ضد السوفيات عام 1944 ردا على القمع الذي مارسه الجيش السوفياتي والترحيل الجماعي لليتوانيين إلى سيبيريا وفرض التجنيد الإجباري في الجيش الأحمر.
وكانت ليتوانيا أول جمهورية تعلن استقلالها في آذار/مارس عام 1990 عن الاتحاد السوفياتي، لتنضم عام 2004 إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الاطلسي.
من هو فاناغاس؟
في 1945 انضم فاناغاس الذي كان يعمل مدرسا إلى إحدى مجموعات المقاومة التي كانت تتمتع بدعم قوي في الريف ليصل عديدها إلى 20 ألف مقاتل في مراحلها الأولى، قبل أن يتناقص بشكل تدريجي إلى عدة مئات عام 1952.
واعتقلت السلطات السوفياتية فاناغاس عام 1956 بعد سنوات من عيشه متخفيا، وعذبته بقسوة قبل أن تعدمه في السنة اللاحقة وتلقي جثته في قبر جماعي مجهول.
لكن علماء آثار ليتوانيين تلقوا العام الماضي معلومات عن مقبرة لأشخاص تم إعدامهم لارتكابهم “جرائم سياسية”.
وأكد فحص حمض نووي في حزيران/يونيو أن بقايا عثر عليها في المقبرة تعود إلى “فاناغاس”.