منوعات

هذه أسعد أيام الأرض.. بالدليل!

هل يسير العالم نحو الأفضل أم الأسوأ؟

نشرات الأخبار مليئة بالأخبار السيئة.. عالمنا مليء بالتوتر والصدمات، لكن هل تعلم أننا، بحسب الأرقام، نعيش في عالم هو الأفضل والأسعد على مر التاريخ؟

ستيفن بينكر، أستاذ العلوم المعرفية، يشرح لك الأسباب:

في أميركا، سجل مستوى الفقر العام الماضي سبعة في المئة.. الفقر في أميركا كان 12 في المئة قبل 30 عاما، أي في عام 1988.

وإذا نظرنا إلى مستوى التلوث، سنجد أن أربعة ملايين طن من ثاني أكسيد الكبريت انبعثت في سماء أميركا في 2017، في حين وصل الرقم إلى 20 مليونا في الثمانينيات.

ماذا عن العالم ككل؟

في 2017، بلغ عدد الأنظمة الاستبدادية 60 نظاما، والحروب 12، وعدد الأسلحة النووية 10 آلاف..

قارن ذلك بـ85 نظاما استبداديا، و23 حربا، و60 ألف سلاح نووي، قبل ثلاثة عقود.

الآن، يعيش 10 في المئة من سكان العالم في فقر مدقع، قبل ثلاثة عقود كانت النسبة 37 في المئة.

في العام الماضي، مات 238 شخصا ضحية للإرهاب في أوروبا الغربية، بينما مات 440 في العام 1988.

ماذا يعني ذلك؟ هل يتقدم العالم رغم ما نمر به من مصاعب؟ يتساءل ستيفن بينكر الذي كان يتحدث في ندوة لـTED.

يقترح بينكر قياس التقدم بتقييم أشياء مثل جودة الحياة، والرفاهية، والصحة، والازدهار، والسلام، والحرية، والسلامة، والمعرفة، والسعادة.

لنبدأ بمسألة الحياة.. العمر المتوقع عند الولادة كان تاريخيا حوالي 30 عاما، والآن تجاوز 70 عاما في أغلب دول العالم. وفي الدول المتقدمة، يعيش أغلب الناس أكثر من 80 عاما.

قبل 250 عاما، لم يعش الإنسان عادة ليبلغ عيد ميلاده الخمسين. انحصر هذا الخطر الآن في أقل من ستة في المئة في أفقر بلدان العالم.

خطر المجاعة الآن مقصور على المناطق النائية والتي دمرتها الحرب. قبل 200 عام، كان 90 في المئة من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، الآن انخفضت هذه النسبة إلى أقل من 10 في المئة.

في الماضي، كانت الحرب هي السائدة بين الدول والإمبراطوريات، وكان السلام يسود على فترات متقطعة. الآن انقلب الوضع.. وأصبت الحروب أقل عددا وتدميرا: 22 من كل 100 ألف ماتوا في الحروب في خمسينيات القرن الماضي. الرقم الآن هو 1.2 شخص من بين كل 100 ألف.

هل تعلم أنه رغم انتكاسات الديمقراطية في فنزويلا وروسيا وتركيا والاتجاه الشعبوي في بعض مناطق العالم، فإن العالم لم يكن أكثر ديموقراطية مما كان عليه خلال العقد الأخير؟

ثلثا سكان العالم تحكمهم حاليا نظم ديمقراطية.

هل تعلم أنك أكثر أمنا في عالم اليوم؟

في المئة عام الأخيرة، انخفضت خطورة الوفاة نتيجة لحادث سيارة بـ96 في المئة، ونتيجة لسقوط طائرة بـ99 في المئة، وفي كارثة طبيعية بـ89 في المئة.

قبل القرن الـ17، كان 15 في المئة من الأوروبيين فقط يعرفون القراءة والكتابة، والآن أكثر من 90 في المئة من يافعي العالم يعرفون القراءة والكتابة.

بفضل إدخال شبكات المياه والكهرباء واختراع الغسالات والمكانس والثلاجات وغيرها من الآلات الحديثة، انخفضت نسبة العمل المنزلي من 60 ساعة أسبوعيا، إلى أقل من 15 ساعة.

لكن، هل نشعر بالسعادة بسبب هذا التقدم؟

الإجابة نعم، فنسبة السعادة زادت في 86 في المئة من دول العالم.

التقدم ليس إفراطا في التفاؤل أو عقيدة. التقدم، يقول بينكر، حقيقة تاريخية، بل إنه “أعظم حقيقة تاريخية”.

لكن لماذا لا نقرّ بهذا التقدم؟ لماذا نتحدث عن نهاية العالم منذ فترة طويلة؟

قد نرى أن التشاؤم يمنعنا من الغرور والتكاسل، لكن بينكر لا يتفق مع هذه الرؤية، فالأفضل أن نكون دقيقين.. نعم، ينبغي أن ندرك الخطر حولنا، لكن الأفضل أن نعرف كيف نقلل هذا الخطر.. فالتشاؤم العشوائي مضر.

التشاؤم يؤدي إلى الأصولية، “إذا كانت المؤسسات فاشلة، وعصية على الإصلاح، فإننا قد نلجأ إلى تدميرها”.

التقدم ناتج عن التنوير، وهو استخدام العلم من أجل تحقيق النجاح، لكن هل هو حتمي؟ لا، التقدم ليس حتميا، وليس معجزة.

يقول بينكر: “لن تتحسن الظروف لكل الناس، وفي كل الأزمان. المشاكل حتمية.. المشكلات تؤدي إلى مشكلات أخرى. المشكلات التي لم تحل في عالم اليوم كبيرة: منها التغير المناخي والحروب النووية.. لكن هذا لا يعني أننا بصدد نهاية العالم”.

نحن ولدنا في عالم مليء بالتحديات، عالم لا يرحم، وشديد التنافسية، لكننا أيضا نمتلك الموارد التي تفتح مجالا للخلاص، لدينا اللغة التي نشارك بها خبراتنا وبراعتنا، لدينا العاطفة والخيال والشفقة. عقولنا تطورت بالفضول والنقاش المفتوح والشك في الأفكار الراسخة والسلطة.

“لن نملك عالما مثاليا، ومن الخطر البحث عن عالم كهذا.. لكننا نستطيع تحسين العالم الذي نعيش فيه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى