لا حياة لمن تنادي

بقلم /فراس الاعرجي

بفضل السياسة الاستعمارية وما سنه بريمر وقت إ ذ حل حاكماً عسكرياً بلباس مدني ابان الاحتلال الامريكي في 2003 وبعد سقوط الصنم ومن ابرز مقرراته ان حل الجيش العراقي وهو مخطط مدروس لزعزعة الامن في المنطقة استعداداً لتغيير الخارطة السياسية والجغرافية والطبغرافية للمنطقة فالجيش العراقي يعد من افضل الجيوش على مستوى العالم وهو مؤسسة متكاملة حتى وان خذلت في عقد التسعينات من الالفية الماضية والسنين التي سبقت الاحتلال الامريكي من قبل قادةٍ لا يحملون من معنى القيادة الا الصورة والزي والرتبة التي لا يستحقون ومن ضمن المحاولات البائسة لمن يخطط لإضعاف العنصر الاهم في المجتمع والذي يحمي هيبة الدولة وسيادتها وهو الجندي المحترف شرع المحتل بحل الجيش وبعد الضغوط من قبل هذه الشريحة الكبيرة والتي تشكل مصدر تهديد على مصالح المحتل وعملائه احتالوا عليهم بان اعادوهم الى الخدمة الى مؤسسات بنيت لتكون هشة متناسين خدمتهم الماضية مصرين على عدم احتسابها ليكون مكسوراً من الداخل فيصبح أداؤه دون المستوى …وبالمقابل يولى عليهم اناس كانوا فارين من الخدمة العسكرية لا مخالفتهم النظام كما يدعون بل خشية الموت غير مدركين إن الموت يدركهم ولو كانوا في بروج مشيدة منح هؤلاء رتباً ومناصب في مؤسسات رقابية متناسين ماضيهم المخزي وبرواتب تتخطى حد المعقول اما عن شريحة العسكريين السابقين فلم تحتسب خدمتهم السابقة وينطبق المثل المصري القديم عليهم (وكأنك يا ابو زيد ما غزيت) فصفروا عداد خدمتهم ليعدوا من جديد لكن بأعمار تتراوح بين الستين الى العشرين عاماً وبخدمة تتراوح من الاربعون نزولا حسب العمر كلها ذهبت ادراج الرياح والمقصود تحطيم هذه الشريحة ودفعهم الى عدم العودة الى الجيش لأنهم اصحاب خبرة فمعظمهم قد شارك في حروب عدة ومعارك لا تحصى وحين غابت الخبرات عن المؤسسات العسكرية صال وجال الارهاب في ربوع العراق الى ان استشرى ليتجسد المثل الصيني القديم والذي كنا نقرأه في بداية مسلسل حافات المياه (لا تحتقر الافعى الصغيرة فربما تحولت الى تنين كبير) وفعلا بدأ الارهاب صغيراً فكبر … وكل هذا كان ضمن مخطط الامريكان لتغيير خارطة المنطقة ايعلم الساسة بذلك ,قد أسمعت لو ناديت حياً لكن لا حياة لمن تنادي.

اترك تعليقاً